الأحد، 15 يناير 2012

حـــــــــــــــــلوى الدمـــــــــــــــوع



عِشت في الدنيا أميراً
كل أمر لي مُطاع !!

منزلٌ …
أهلٌ …
وصحبٌ …
والملاهي لي تُباع !!

زُمرَة قُدسية …
لي تَصونُ من الضّياع !

كم عبِثنا …
كم ضحِكنا …
كم لعبنا بالشمُوع !!

كم هدمنا …
كم بنينا …
من تراكِيبِ القِلاع !!

كُلُّ حلوىً ذقتها …
وجَريت مَسروراً بها …
ما عَدَا حَلوى الدُّمُوع !!

.
.

كم كُنتُ أسمعُ شَيخنا …
يحكي لنا …
عن طعم هاتِيك الدموع !!

عن ما تسبِّبه لنا …
من حين تبدأ بالشرُوع !!

فذهبت متجها لـ بابا …
بابا …
بابا …
هلاّ شريت لي الدموع !! 
دَمعاً ولكن …
لا كأمثال الدموع !!
إني اشتَهيتُ مذَاقها …

إني سمعت ُ حِكايَةً …
عن طعم هاتِيك الدموع !!

عن ما تُسبِّبُه لنا …
مِن حِينِ تبدأ بالشروع !!

فتَبسم الكهلُ الفطينُ …
وضمّني …
أهدى جبيني قُبلة …
مزجت بإطراقٍ خَشُوع !!

يا والدي … ما هذه ؟؟
قطراتُ ماء ؟؟

مسترسلاً ومجاوباً :
هذي بني هي الدموع !!
بفضول طفل هزني …
مددت له سبابتي …
وأخذت بعض دموعه …
لأسُوقَهَا سَوقاً لفِيَّ …
فأنا أتوقُ لأن أذوقَ حلوىً لم أذقها … !
علّها حلوى الدموع !!!

لكن … !

ببراءةٍ أطلقتُها …
وبجرأةٍ مجّيتُها …

يا والدي …
يا والدي …
حلوى دُمُوعِك مالحة …!
هل هذهِ حلوى الدموع ؟!!

فأجابَ ذاكَ الكهلُ صدقاً …
دون كبرٍ أو خُضُوع !

هذي دُموع أي حبيبي …
ليسَت بحلوى …
ذي دُموع !

ما كُل دَمْعٍ طَعْمُهُ …
يُكنَى لهُ : "حَلْوَى الدُّمُوْع " !!!

قاطعتُه مُتعجِّلاً …
مُتأفِّفاً مُتذمِّراً …
ومتَى أرَى حلوى الدموع ؟؟؟

ومتى أحلِّي مَبْسَمِي …
بمذاقِها من غير جوع ؟؟؟

مَسَحَ الحبيبُ دُمُوعَه …
ومَضَى يقول :
صَبراً …
حَتْماً بُنيَّ …
سَتذُوقُها … سَتذُوقُها
إن ضَاقِتِ الدُّنيَا عَليك …
أو ساقت المكروه فيك …
سَيقُودُك الإحسَاسُ يَوماً صَوْبها …
وتَذوقَ يوماً حُلوَها …
لكن تذكَّرني إذا …
خَطَّت بخدَّيكّ الدموع !

.
.

ومضى الزمانُ ولم أذُق …
حلوىً … ولاَ حلوى الدموع !!!

أبكِي … نعم !
حزني يغطِّيني … نعم !
دمعي تحدَّرَ مِن عُيُوني …
ذُقتُ الدُّموع بملحها …
بمرارها …
وتقَاطَرت مِني كسَيل !

وتأزّمت حالي …
وضاقت دنيتي …
وبقيت أهفُو صوبَ حلوىً لم أذُقها … !

إنها حلوى الدموع !!!

.
.

في كُربة دَهمَاء عشتُ …
في ليلةٍ ظلمـاءَ كنتُ …
كل ما فيها يروع !

وُئِدَ الأمَل …
ضَاقَ الفضاءُ عليَّ مِن كلِّ الجِهَات …
لم يبقَ لي في المجدِ غيرُ الذّكرَيات !

همتي تتضعضع …
ونفسي من همي تتقعقع …

شيء هناك يؤزُّني …
في داخلي ويهزُّني …

كفي بدَت بالإرتِفَاع !

صَدرِي يئِنُّ مِنَ الأسَى …
والنارُ توقدُ في الضلوع !

نادَيتُ مِن جَوفِ الحشَا …
والوَجهُ تكسُوهُ الدُّمُوع !

يا رَبِّ …
يا رَبِّ …

عبدُك طامعٌ في رحمتك …
لا لستُ في تِلكُم قَنُوع !

يا ربِّ واشرَح خَاطِرِي …
إني لإنسان جَزُوع !

بَدأت جُنُوبي ترتجف …
أيضاً وتنهمر الدموع !

من خشيةِ الرَّحمنِ …
ساقِي …
لم تعُد تقوى الوقوف …
فَسَقَطْتُ أبكِي …
خاشِعاً …
والكونُ يَغْشَاهُ الرُّكُوع !

لكأنَّما ربي أمَامِي …

يُنادِي …
يا عِبَادِي …
هل مِنكمُ ينوِي الرُّجُوع ؟؟

فصَرختُ صَرخَةَ تائبٍ …
متألمٍ …
متحسرٍ …
قد عَادَهُ ذُل الخضُوع !

غفرانك اللهم تبت !!!
غفرانك اللهم تبت !!!
غفرانك اللهم تبت !!!

واغفِر إِلهي للذِي …
قد كَان يلهمُنِي الرُّجُوع !

ذاك الذي قَد دلَّني …
يوماً إلى حلوى الدموع !

وبَدأتُ أذرِف أدمعاً …
ويحقُّ لي سَكبُ الدموع !

إني شَعرتُ بِطَعمِها …
في الروحِ …
والعينينِ …
في القلبِ المنوع !

هي هذه حلوى الدموع !!!
ساهم في نشر الموضوع و لك جزيل الشكر!



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

احصل على هذه الإضافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق